حروق الدرجة الثانية وأعراضها 2024
حروق الدرجة الثانية تعد من الإصابات الشائعة التي يمكن أن تحدث نتيجة للتعرض للحرارة الشديدة، الكيماويات الضارة، أو الإشعاع الشمسي المفرط. تشمل هذه الحروق تلفاً في طبقات الجلد الخارجية والوسطى، مما يؤدي إلى ظهور بثور ممتلئة بالسوائل وألم شديد.
تعريف حروق الدرجة الثانية
حروق الدرجة الثانية هي نوع من الإصابات التي تحدث عندما تتعرض الجلد لدرجات حرارة مرتفعة أو لمواد كيميائية مؤذية. تتسبب هذه الحروق في تلف الطبقات الخارجية والوسطى من الجلد، مما يؤدي إلى ظهور بثور ممتلئة بالسوائل وأحياناً تغير لون الجلد. يمكن أن تكون حروق الدرجة الثانية مؤلمة وتستغرق وقتًا أطول للشفاء مقارنة بالحروق الدرجة الأولى، ولكن غالباً ما يكون التعافي بالكامل ممكنًا دون ترك ندب دائمة إذا تمت الرعاية الصحيحة والعلاج المناسب.
أسباب حروق الدرجة الثانية
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حروق الدرجة الثانية، ومن بين أهم هذه الأسباب:
- التعرض للحرارة الشديدة: يمكن أن تحدث حروق الدرجة الثانية نتيجة للتعرض للحرارة الشديدة، سواء من النار، البخار، أو السوائل الساخنة. على سبيل المثال، يمكن أن تحدث حرق الدرجة الثانية عند لمس أدوات تسخين ساخنة بدون واقيات أو عند التعرض للهب المفتوح.
- ملامسة المواد الكيميائية: تعتبر المواد الكيميائية القوية مثل الأحماض والقلويات سببًا شائعًا لحرق الدرجة الثانية. عندما تلامس هذه المواد الجلد، يمكن أن تتسبب في تلف الطبقات الخارجية والوسطى من الجلد، مما يؤدي إلى ظهور حروق من الدرجة الثانية.
- التعرض لأشعة الشمس بشكل مفرط: يمكن أن تتسبب أشعة الشمس القوية والمفرطة في حرق الدرجة الثانية. خاصة في البيئات ذات الحرارة العالية وعندما يكون الجلد غير محمي بشكل كافي بواسطة كريم واقي من الشمس.
- الحوادث الكهربائية: التعرض للتيار الكهربائي يمكن أيضًا أن يسبب حروق الدرجة الثانية. عندما يمر التيار الكهربائي عبر الجسم، يمكن أن يسبب تلفًا في الأنسجة وحروق من الدرجة الثانية في المناطق التي يتم مرور التيار الكهربائي من خلالها.
- الحروق الكيميائية في المنزل أو في مكان العمل: يمكن أن تحدث حرق الدرجة الثانية نتيجة للتعرض للمواد الكيميائية في المنزل أو في مكان العمل، مثل المواد التنظيف القوية أو المواد الكيميائية الصناعية.
هذه بعض الأسباب الشائعة لحروق الدرجة الثانية، وتحديد السبب المحدد يعتمد على ظروف الحادث وطبيعة التعرض للجلد للعوامل المؤثرة.
تصنيفات حروق الدرجة الثانية
تصنيفات حروق الدرجة الثانية تعتمد على عمق الضرر الذي يحدث في الجلد والأنسجة الرئيسية. هناك نوعان رئيسيان لحرق الدرجة الثانية:
- حروق الدرجة الثانية من النوع الأول (Superficial Partial Thickness Burns): هذا النوع من الحروق يؤثر على الطبقة العلوية من الجلد (الطبقة الحركية). يتميز بظهور بثور ممتلئة بالسوائل (فقاعات) وبشدة الألم. يظهر الاحمرار والتورم في المنطقة المتضررة. يشفى عادةً في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دون ترك ندوب دائمة.
- حروق الدرجة الثانية من النوع الثاني (Deep Partial Thickness Burns): تتسبب هذه الحروق في تلف الطبقة العلوية والوسطى من الجلد. تكون البثور في هذا النوع أقل بروزًا وقد تكون جزئية أو غير موجودة. يكون الألم أقل حدة مقارنة بحرق الدرجة الثانية من النوع الأول. قد يحتاج التعافي من حروق الدرجة الثانية من النوع الثاني إلى أسابيع أو حتى شهور، وقد يترك بعض الندوب الدائمة.
هذه التصنيفات تساعد على فهم عمق الإصابة وتحديد العلاج المناسب والتوقعات لعملية الشفاء.
حروق الدرجة الثانية وأعراضها
الحروق الدرجة الثانية قد تظهر مجموعة متنوعة من الأعراض، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ظهور بثور ممتلئة بالسوائل: قد تظهر بثور ممتلئة بالسوائل على الجلد المتضرر، ويمكن أن تكون هذه البثور مؤلمة ومليئة بالسوائل التي قد تكون شفافة أو تحتوي على سائل أصفر.
- الألم والحرقة: تشمل الحرق الدرجة الثانية ألمًا شديدًا وحرقة في المنطقة المصابة، وقد يكون الألم مستمرًا أو يزداد باللمس أو بتعريض المنطقة للحرارة.
- الاحمرار والتورم: قد تكون المنطقة المتضررة من الجلد محمرة ومتورمة، ويمكن أن ينتج عن التورم شعور بالضغط أو الضغط الشديد.
- التقرح والتقشر: قد يلاحظ الشخص التقرح والتقشر في المنطقة المتضررة بمرور الوقت، حيث يبدأ الجلد في التلف والتجديد.
- الإفراز السائل: قد تلاحظ إفرازات سائلة تنبعث من الجلد المصاب، ويمكن أن تكون هذه الإفرازات مائية أو متخثرة.
- الحساسية للمس: يمكن أن يكون الجلد المتضرر حساسًا للمس، ويمكن أن يسبب لمسه خفيف أو فركه الألم والتهيج.
هذه الأعراض تعتمد على شدة الحروق وموقعها وعمقها. يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض التوجه إلى الطبيب لتقييم الحالة والحصول على العلاج المناسب.
علاج حروق الدرجة الثانية في المنزل
علاج حروق الدرجة الثانية في المنزل يهدف إلى تقديم الرعاية الأولية للإصابة وتسريع عملية الشفاء. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها في المنزل:
- تبريد المنطقة المصابة: قم بتبريد المنطقة المصابة بالماء البارد لمدة 10-15 دقيقة. يمكن استخدام منشفة مبللة بالماء البارد أو وضع الجليد في كيس بلاستيكي مغلق. تجنب وضع الثلج مباشرة على الجلد لتجنب تجميد الأنسجة.
- تنظيف الجلد: قم بتنظيف المنطقة المصابة بلطف باستخدام ماء وصابون معتدل. تجنب استخدام المواد الكيميائية القوية أو الفرك الشديد الذي قد يزيد من التهيج.
- تطبيق مرهم مهدئ: بعد تجفيف المنطقة بلطف، يمكن تطبيق مرهم مهدئ مثل كريم الألوة فيرا أو بانثينول لتخفيف الألم وتهدئة الجلد المصاب.
- تغطية الجروح: قم بتغطية الجروح بضماد نظيف وغير لاصق لحمايتها من الإصابات الخارجية ولتجنب العدوى. يجب تغيير الضماد يوميًا أو حسب الحاجة.
- تناول الأدوية لتسكين الألم: في حالة شدة الألم، يمكن تناول مسكنات الألم البسيطة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين وفقًا لتوجيهات الطبيب.
- الراحة والتغذية الجيدة: تأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة والتغذية الجيدة، وشرب الكثير من السوائل للمساعدة في ترطيب الجسم وتعزيز عملية الشفاء.
- مراقبة الجروح: قم بمراقبة تطور الجروح والأعراض، وإذا لم يحدث تحسن في حالة الجلد المصاب خلال أسبوعين أو إذا زادت الأعراض، يجب الاتصال بالطبيب لتقييم الحالة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حروق درجة الثانية الكبيرة أو التي تشمل وجوه اليدين أو الوجه أو العينين، أو الحروق التي تحدث عند الأطفال أو كبار السن، أو في حالة وجود علامات العدوى، الاتصال بالطبيب فورًا للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
الرعاية الطبية لحالات حروق الدرجة الثانية
الرعاية الطبية المناسبة لحالات حرق الدرجة الثانية تهدف إلى تخفيف الألم، تقليل الالتهاب، وتعزيز عملية الشفاء. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها في المنزل للرعاية الطبية لحالات حروق الدرجة الثانية:
- تبريد المنطقة المصابة: استخدم ماء بارد (وليس بارد جدًا) لتبريد الجلد المتضرر لمدة 10-15 دقيقة. يمكن استخدام منشفة مبللة بالماء الباردة أو وضع الجلد تحت مياه الصنبور برفق.
- تجنب وضع الثلج مباشرة على الجلد المصاب: يمكن أن يزيد وضع الثلج مباشرة على الجلد المتضرر من تلفه وتفاقم الإصابة.
- تطبيق مرهم مخصص للحروق: استخدم مرهمًا مهدئًا مثل مرهم الألوة فيرا أو بانثينول على الجلد المتضرر لتهدئة الألم وتقليل الالتهاب.
- تغطية الجلد المصاب: استخدم ضماد نظيف وغير لاصق لتغطية الجلد المتضرر وحمايته من التلوث والعدوى.
- تجنب فتح البثور: يجب تجنب فتح البثور الممتلئة بالسوائل لأن ذلك يمكن أن يزيد من خطر العدوى.
- تقييم الحالة: إذا كانت الحروق واسعة أو تظهر علامات على التهاب شديد أو عدم التئام، فيجب على الشخص مراجعة الطبيب للحصول على العناية الطبية المناسبة.
- تخفيف الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب أو المتوفرة دون وصفة طبية لتخفيف الألم إذا كان ذلك ضروريًا.
يجب متابعة حالة الجلد المصابة بانتظام والتأكد من تطور عملية الشفاء. إذا زادت الألم أو ظهرت علامات على تفاقم الحالة، يجب الاتصال بالطبيب على الفور للحصول على التقييم الطبي اللازم.
تأثيرات نفسية لحروق الدرجة الثانية
حروق الدرجة الثانية لها تأثيرات نفسية يمكن أن تكون مهمة وتؤثر على الشخص بشكل جسدي وعاطفي. من بين التأثيرات النفسية الشائعة لحروق الدرجة الثانية:
- الصدمة النفسية: قد يعاني الشخص الذي يعاني من حرق درجة ثانية من الصدمة النفسية نتيجة للحادث الذي تسبب في الإصابة والألم الشديد.
- القلق والاكتئاب: قد يشعر الشخص بالقلق والاكتئاب بسبب الحدث المؤلم والألم الناتج عن الحرق، ويمكن أن يؤثر هذا على مزاجه وجودته للحياة.
- تغييرات في الصورة الذاتية: قد يؤدي الجسد المتضرر بسبب الحرق إلى تغيرات في صورة الذات للشخص، ويمكن أن يؤثر هذا على ثقته بالنفس وتفاعلاته الاجتماعية.
- التوتر العاطفي: قد يشعر الشخص بالتوتر العاطفي بسبب الألم المستمر وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
- صعوبات النوم: قد يواجه الشخص صعوبات في النوم بسبب الألم والتوتر الناجم عن الحرق، مما يمكن أن يؤثر على جودة نومه وراحته العامة.
- تأثير على العلاقات الاجتماعية: قد تؤثر حروق الدرجة الثانية على العلاقات الاجتماعية للشخص، سواء بسبب تغييرات في المظهر أو القدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
هذه التأثيرات النفسية يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة، ويمكن أن تحتاج إلى الاهتمام والدعم النفسي للتعافي الكامل منها. يُشجع الأشخاص الذين يعانون من تأثيرات نفسية بسبب حروق الدرجة الثانية على مراجعة الطبيب أو الاستشاري النفسي للحصول على الدعم والمساعدة اللازمة.
العناية بالجلد بعد تعرضه لحروق الدرجة الثانية
بعد تعرض الجلد لحروق الدرجة الثانية، يصبح العناية بالجلد أمرًا مهمًا لتسريع عملية الشفاء وتجنب المضاعفات. بعض الإرشادات للعناية بالجلد بعد تعرضه لحروق الدرجة الثانية:
- تطبيق المرهم الملطف: استخدم مرهمًا ملطفًا مثل مرهم الألوة فيرا أو بانثينول على الجلد المتضرر لتهدئة الألم وتقليل الالتهاب. يمكن تطبيق المرهم بعد تبريد الجلد بالماء البارد.
- استخدام ضماد نظيف: غطِّي الجلد المصاب بضماد نظيف وغير لاصق لحمايته من التلوث والعدوى. قم بتغيير الضماد يوميًا أو عند الحاجة.
- تجنب العوامل المهيجة: تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس على الجلد المتضرر، وتجنب استخدام المواد الكيميائية المهيجة مثل المنظفات القوية.
- الحفاظ على الرطوبة: حافظ على رطوبة الجلد المصابة عن طريق استخدام مرطب خفيف وخالي من العطور، وتجنب استخدام اللوشنات الدهنية التي قد تسد المسام.
- الابتعاد عن الأدوية المزمنة: تجنب استخدام الأدوية المزمنة على الجلد المصاب دون استشارة الطبيب، لأنها قد تزيد من خطر الالتهاب أو تأخير عملية الشفاء.
- مراقبة الجلد بانتظام: قم بمراقبة الجلد المصاب بانتظام لملاحظة أي تغييرات غير عادية مثل تغيير اللون أو زيادة الألم، واستشر الطبيب إذا لاحظت أي تطورات غير طبيعية.
تذكر أن الحروق الشديدة قد تتطلب رعاية طبية متخصصة، لذا يجب عليك مراجعة الطبيب إذا كانت الحروق واسعة أو إذا كنت تلاحظ أي علامات على التهاب شديد أو عدم التئام الجروح.